فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا بَلَدًا ءَامِنٗا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ مَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُم بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُۥ قَلِيلٗا ثُمَّ أَضۡطَرُّهُۥٓ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (126)

{ اضطره } أدفعه وأسوقه .

{ وإذا قال إبراهيم رب اجعل هذا بلد آمنا } . . . أي اجعل هذا المكان القفر بلدا . . . فالمدعو به البلدية مع الأمن ، . . . { وارزق أهله من الثمرات } أي من أنواعها ، بأن تجعل قريبا منه قرى يحصل فيها ذلك ، أو تجئ إليه من الأقطار الشاسعة وقد حصل كلاهما{[449]}_ { من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير } _ أي : ارزق من آمن من أهله دون من كفر ؛ وقوله

{ ومن كفر } الظاهر أن هذا كلام الله سبحانه ردا على إبراهيم حيث طلب الرزق للمؤمنين دون غيرهم ، أي : وأرزق من كفر فأمتعه بالرزق قليلا . . ويحتمل أن يكون كلاما مستقلا بيانا لحال من كفر ، . . . ومعنى { أضطره } ألزمه حتى أصير مضطرا لذلك لا يجد عنه مخلصا ، ولا منه متحولا{[450]}- [ والتحقيق أن أحوال الكفار يوم القيامة عند إدخالهم النار شتى ، وبذلك يحصل الجمع بين الآيات ، وأن الاضطرار مجاز عن كون العذاب واقعا به وقوعا محققا حتى كأنه مربوط به ؛ . . . { وبئس المصير } المخصوص محذوف لفهم المعنى ، أي وبئس المصير النار ]{[451]} .


[449]:ما بين العارضتين مما أورد صاحب روح المعاني.
[450]:ما بين العارضتين من فتح القدير لمحمد بن علي بن محمد الشوكاني.
[451]:ما بين العلامتين [] من روح المعاني للسيد محمود الألوسي البغدادي.