{ يرفع } يعلي ويبني . { القواعد } الأساس ؛ ورفعها : رفع ما هو مبنى فوقها .
{ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل } لكأن المعني : واذكر وقت رفع إبراهيم البيت أساس البيت الحرام{[452]} أول بيت وضع للناس ، بناه وأعلى بناءه معه ولد إسماعيل عليهما السلام ويمكن أن يكون هذا القول الكريم قد عطف قول المولى سبحانه { وإذ قال إبراهيم } وجاء بصيغة المضارع مع أن الرفع قد مضى استحضارا لهذا الأمر [ ليقتدي الناس به في إتيان الطاعات الشاقة مع الابتهال في قبولها وليعلموا عظمة البيت المبني فيعظموه ]{[453]} ؛ -ورفع القواعد ورفع ما هو مبنى فوقها _ ورفع القواعد صريح فيما ذهب إليه الأكثرون من أن القواعد كانت موجودة وأن إبراهيم عمرها ورفعها ، . . . . . وإنما لم يقل : قواعد البيت ليكون الكلام مبنيا على تبيين بعد إبهام ، ففيه تفخيم لشأن االمبين-{[454]} ؛ ومما أورد صاحب جامع البيان : وجائز أن يكون ذلك قواعد بيت كان أهبطه مع آدام فجعله مكان البيت الحرام الذي بمكة ، وجائز أن يكون ذلك أن القبة التي ذكرها عطاء مما أنشأه الله من زبد الماء ، وجائز أن يكون ياقوتة أو درة أهبطها من السماء ، وجائز أن يكون كان آدم بناه ثم انهدم حتى رفع قواعده إبراهيم وإسماعيل ، ولا علم عندنا بأي ذلك كان من أي ، لان حقيقة ذلك لا تدرك إلا بخبر عن رسوله بالنقل المستفيض ، ولا خبر بذلك تقوم به الحجة فيجب التسليم لها ، ولا هو إذ لم يكن به خبر على ما وصفنا مما يدل عليه بالاستدلال والمقاييس فيمثل بغيره ، ويستنبط علمه من جهة الاجتهاد . . . . اه . { ربا تقبل منا } وإبراهيم وإسماعيل إذ يبنيان البيت يقولان : يا ربنا تقبل عملنا هذا الذي نعمل طاعة لأمرك ، ووفاء بعهدك ؛ [ وفي سؤال الثواب على العمل دليل على أن ترتبه عليه ليس واجبا ، وإلا لم يطلب ]{[455]} _ . . . وقبول الله عمل العبد عبارة عن كون العمل بحيث يرضاه الله تعالى أو يثيب عليه . . . شبه الفعل من العبد بالهدية ، وإثابة الله تعالى عليه ورضاه بالقبول {[456]}_ { إنك أنت السميع العليم } إنك يا مولانا _ أنت السميع العليم دعاءنا ومسألتنا إياك قبول ما سألناك قبوله منا من طاعتك في بناء بيتك الذي أمرتنا ببنائه .
{ العليم } بما في ضمائر نفوسنا من الإذعان لك في الطاعة والمصير إلى ما فيه لك الرضا والمحبة وما نبدي ونخفي من أعمالنا {[457]}_ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.