{ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ { 26 ) فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ { 27 ) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ { 28 ) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ { 29 ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ { 30 ) } .
حين ضل قوم نوح ضلالهم البعيد ، وتتابعت القرون يدعوهم نبيهم وهم يسبونه ويتهددونه بأقبح الوعيد ، حتى أنذروه قائلين : { . . لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ){[2306]} ؛ { فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ){[2307]} أي : أهلكهم بسبب تكذيبهم إياي ، ففي هزيمتهم إزهاق الباطل والشرك ، ونصرة للحق وأهل الحق ؛ هذا والتضرع قد يكون أرجى للقبول حين نتخشع به لربنا الولي أكرم مسئول وأفضل مأمول ، ولعل أكثر سياق آيات الدعاء تحبب إليك أن تلظ ب{ يا رب ) فإنه نعم المولى مجيب النداء ؛ يقول تبارك اسمه : { ادعوا ربكم تضرعا وخفية . . ){[2308]} { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة . . ){[2309]} { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم . . ){[2310]} وكذلك دعا الرسل الكرام ربهم : { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم . ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك . . ){[2311]} ؛ وموسى حين هم به الفراعنة الطغاة ، واستعاذ منهم بالله ، لجأ إليه سبحانه وناداه : { وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ){[2312]} { وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ){[2313]} ، وسليمان حين سأل الكريم الوهاب جزيل العطاء قال ما بينه الكتاب المبين ! { . . رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب ){[2314]} وحين استعان به عز وجل على شكر النعماء قال : { . . . رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ){[2315]} والذين يحملون العرش ومن حوله من كرام الملائكة عليهم السلام يدعون للمؤمنين : { . . ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم . ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم . . ){[2316]} وكذلك علمتنا آيات القرآن الحكيم : { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ){[2317]} { . . ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ){[2318]} { . . ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيآتنا وتوفنا مع الأبرار . ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ){[2319]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.