فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِ أَنِ ٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡيُنِنَا وَوَحۡيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسۡلُكۡ فِيهَا مِن كُلّٖ زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيۡهِ ٱلۡقَوۡلُ مِنۡهُمۡۖ وَلَا تُخَٰطِبۡنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ} (27)

فاستجاب الله لعبده نوح عليه السلام إذ أمره سبحانه أن يصنع سفينة سيهدى بعناية الله إلى إعدادها ، ويوحي إليه سبيل إتقانها ، وميعاد إبحارها ، وما سيحمل فيها ، ومن أذن له بركوبها ؛ فلتشحن حين يتفجر الماء من مكان يخبزون وينضجون فيه عجينهم وخبزهم ، وليحملوا فيها من كل صنف من الأحياء طيرها ووحشها ودوابها ، وربما نبتها زوجين اثنين ذكرا وأنثى ؛ وأن يحمل فيها أهله ؛ ولعل المراد : أهلية الدين ، لكن من سبق عليه القول منهم كامرأته وابنه لا يؤذن له في حمل أي منهم ؛ ولن يرد بأس الله عن المجرمين ، ولن تنفعهم شفاعة الشافعين ، فقد قضى ربنا أن يغرق كافة الظالمين ؛