{ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ { 24 ) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ { 25 ) } .
فسارع كبراء قومه الذين يجحدون الحق ، ويضلون الخلق ، إلى النهي عنه ، والنأي عنه ، يتباعدون عن الاستجابة للهدى الذي جاءهم به رسولهم من ربهم ، ويصدون ويمنعون غيرهم أن يستجيبوا له ؛ واحتجوا بحجج داحضة منها : إنكار مجيء رسول إنسي : { ما هذا إلا بشر مثلكم } [ أو إنكار كونه مثلهم في الأسباب الدنيوية من المال والجاه والجمال كأنهم ظنوا أن القرب من الله يوجب المزية في هذه الأمور ]{[2299]} ؛ وحجة باطلة ثانية أوردوها يشير إليها قول الحق سبحانه : حكاية عن قيلهم . . { يريد أن يتفضل عليكم } رموه عليه السلام بهتانا بأنه يقصد بدعوته أن يكون متبوعا ونحن له تبع ؛ وكذبوا ! فقد عرضوا عليه أن يجلسوا إليه إن هو تخلى عمن اتبعوه من الضعاف والفقراء فاستعصم ؛ وقال ما بينه تبارك اسمه : { . . وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون ){[2300]} { وما أنا بطارد المؤمنين . إن أنا إلا نذير مبين ){[2301]} ؛ وضلالة ثالثة افتروها وقالوا : لو أراد الله أن يبعث رسولا لأنزل ملكا يبلغ عنه ؛ وقد أبطل المولى الحكيم ما اقترحوا فقال عز من قائل : { . . ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون . ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ){[2302]} وأمر خاتم النبيين عليه من الله الصلاة والتسليم أن يبين للناس أن هذا ليس من سنة الحكيم الخبير : { قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ){[2303]} ؛ ورابعة ضلالاتهم : إصرارهم على اتباع أسلافهم في غيهم ، ولو كانوا لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ؛ وإلى هذا أشار القول الرباني الحكيم : { ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين } كالذي قال كبراء قريش لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبينه الفرقان في سورة { ص ) في آيات كريمات : { أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ){[2304]} { ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ){[2305]} ؛
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.