فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّـٰرُ} (66)

دعوة إلى اليقين بوحدانية الله تعالى وقهره ، والتصديق برسوله ؛ أمر الله تعالى نبيه أن يبين لهم منزلة المبعوث وأنه ليس ساحرا ولا كذابا ، كما أنه ليس يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا ، إنما هو مبلغ ومنذر ، والإنذار يقتضي التخويف والتحذير ، وقد يطلق ويراد به ما يقابل البشارة ، كما قال الله-تبارك اسمه- : { فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدّا } وقد يراد به الذكرى النافعة كما في الآية الكريمة : { إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم }وما من معبود بحق إلا الله الخلاق ، الحي الرزاق ، المتفرد بالملك والأمر والتدبير ، الذي يقهر كل شيء ويهيمن عليه ، وهو مصلح السماوات والأرض ، وما ومن فيهما ، وما بينهما ، وولي ذلك كله ، وهو الذي يَغْلِب ولا يُغْلَب كثير الغفران لمن استغفر ، واسع العفو وقابله عمن تاب ؛ قل إن اصطفاء الله تعالى إياك واختيارك للرسالة خير عميم النفع ، عظيم العاقبة ، أنتم عنه مقيمون على الإعراض والصدود ؛ ومن برهان نبوتي أن الوحي علمني الله به ما لم أكن أعلم ، فما توفر لي سبب أعرف به ما كان بين الملأ الأعلى الذي يسكن السماء-الملائكة وآدم عليه السلام والشيطان-من محاورة واختصام-سيأتي تفصيله في الآيات بعد من رقم 71- ؛ وما كنت أتلو من قبل الوحي من كتاب ولا أخط مكتوبا ؛ لكن جاءني من ربي أني داع أبلغكم رسالات الله وأبين لكم منهاجه . وقيل : الملأ الأعلى : الملائكة ؛ والضمير في { يختصمون } لفرقتين . يعني قول من قال منهم : الملائكة بنات الله ، ومن قال آلهة تعبد .