تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّـٰرُ} (66)

قوله عز وجل : { رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ } : يخبر عن غناه وسلطانه ؛ يقول ، والله أعلم : يعلمون أنه رب السماوات والأرض ومنشئهما ومنشئ ما بينهما ، فلا يحتمل أن ما يأمركم به ، وينهاكم عنه لحاجة نفسه أو لمنفعة له ، ولكن إنما يأمر ، وينهى لمنفعة أنفسكم ولحاجتكم ، أو يقول : تعلمون أنه هو ربكم ورب ما ذكر من السماوات والأرض وما بينهما ، فكيف تعبدون من تعلمون أنه ليس بربكم ، ولا إله . وإنما الإله ما ذكر ، فتتركون عبادته وطاعته .

وقوله عز وجل : { العزيز الغفار } أي لا يلحقه الذل بذل أوليائه وخدمه ، لأنه عزيز بذاته ، لا بأحد ، ليس كملوك الأرض يذلون ، إذ ذل أولياؤهم وأتباعهم ، لأن عزهم بأوليائهم وأتباعهم . فإذا ذلوا ذل من كان عزه بهم . فأما الله سبحانه وتعالى فهو عزيز بذاته ، لا يلحقه الذل بذل أوليائه ولا هلاكهم .