فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانَت تَّأۡتِيهِمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ قَوِيّٞ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (22)

{ *أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق( 21 )ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب( 22 ) } .

ثم حذرهم القرآن ما ينتظر المجرمين من عذاب عاجل قبل العذاب الدائم الآجل ، استفهام إنكاري ؛ إنكم لتمرون على أطلال وبقايا أقوام جاءوا قبل خلقكم ، وعاشوا قبل زمانكم ، وكانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا ، وبنوا القصور ، وشادوا الروائع يعبثون ، واتخذوا المصانع لعلهم يخلدون ، ونحتوا من الجبال بيوتا يختالون بها ويستكبرون ، فلما حان موعد انتقام القوي العزيز منهم لم يغن عنهم جمعهم ولا ما كانوا يشيدون : { فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون }{[4058]} . { وإنكم لتمرون عليهم مصبحين . وبالليل أفلا تعقلون }{[4059]} .

ولكل جاحد بالآيات ، مكذب الرسل والرسالات أخذة ربانية ، وبطشة قوية : { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد }{[4060]} .


[4058]:سورة النحل. الآية 52.
[4059]:سورة الصافات. الآيتان 137، 138.
[4060]:سورة هود: الآية 102.