الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانَت تَّأۡتِيهِمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ قَوِيّٞ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (22)

قوله تعالى : { أولم يسيروا في الأرض } – إلى قوله – { إلا سبيل الرشاد }[ 21-29 ] ، أو لم يسر{[59557]} هؤلاء المشركون في الأرض فينظروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم من الأمم المكذبة لرسلهم فيحذروا أن يصيبهم بتكذيبهم لك يا محمد مثل ما أصاب من كان قبلهم من الأمم / الذين كانوا أشد من هؤلاء قوة وأعظم أجساما وأكثر آثارا في الأرض من البناء والحرث .

{ فأخذهم الله بذنوبهم } فأهلكهم ، ولم تنفعهم شدة قوتهم ، ولا كثرة آثارهم ، ولا وقاهم أحد عذاب الله إذ جاءهم ، بل حل بهم ذلك . فهؤلاء الذين أضعف أجساما وأقل آثارا أحرى أن يأتيهم عذاب الله إن تمادوا على كفرهم .


[59557]:(ت): يسيروا.