{ ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض أتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين( 11 )فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم( 12 ) } .
وبعد إنشائه -سبحانه- الأرض ، وإتقانه صنعها اتجه مراده إلى السماء وهي هباء أو ظلام وقتار كالدخان- وذلك في طورها الأول- فأمر الله تعالى السماء والأرض أن تكونا على الحال الذي أراد والذي هو كائن ؛ فكانتا ؛ وذلك نحو قوله عز شأنه : { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون }{[4153]} فأحكمهن الخلاق- الذي أتقن كل شيء صنعا- وجعلهن سبعا شدادا في يومين غير الأربعة التي تم فيها إبداع الأرض بما حوت ؛ وبهذا شهد الحق-جل علاه- : { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام . . }{[4154]} . وأودع كلا منها سننها الذي تقوم عليه ، و{ أوحى } تأتي في القرآن أحيانا بمعنى الإلهام والتسخير ، كالذي في الآية الكريمة : { وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون . ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس . . }{[4155]} والسماء الدانية منا ، وأقرب السبع الطباق إلى كوكبنا ، بث الله تعالى فيها نجوما زاهرات ، وكواكب مضيئة ، فهي تنير جنبات الكون كما تضيء المصابيح جوانب الدار ، وتنفصل عنها شهب يقذف الله تعالى بها من شاء ، فكان من ذلك سبب حفظ السماء من شياطين تقترب منها لعلها تسمع ما يدور بين الملائكة من أمر الله . جاء في سورة الصافات : { إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب . وحفظا من كل شيطان مارد }{[4156]} { إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب }{[4157]} . كل هذا الخلق والإبداع ، والإحكام والإتقان ، تفرّد به الملك العلام ، الذي يَغْلِبُ ولا يُغْلَبُ ؛ والذي أنشأ كل شيء على سننه وبقدره لا يتجاوزه ولا يقصر عنه ، إذ قد برأ سبحانه على علم محيط بالذي هو الأتمّ والأحكمّ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.