فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمۡ لِمَ شَهِدتُّمۡ عَلَيۡنَاۖ قَالُوٓاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنطَقَ كُلَّ شَيۡءٖۚ وَهُوَ خَلَقَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (21)

{ وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون( 21 ) } .

وقال المقبحون المفتونون-يلومون أعضاءهم وجلودهم إذ شهدت عليهم- لم شهدتم علينا ؟ ! فتجيبهم الأعضاء والجلود قائلة : أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء-مما ينطق-[ وهو الذي ركّب الحياة فيكم بعد أن كنتم نطفا ، فمن قدر عليه ، قدر على أن ينطق الجلود وغيرها من الأعضاء . ]{[4166]} .

في صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال : ( هل تدرون مما أضحك ) ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : ( من مخاطبة العبد ربه يقول يا رب ألم تجرني من الظلم قال يقول بلى قال فيقول فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني قال يقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا قال فيختم على فيه فيقال لأركانه انطقي بأعماله قال ثم يخلى بينه وبين الكلام قال فيقول بُعْداً لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل ) وفي حديث أبي هريرة ثم يقال : ( الآن نبعث شاهدنا عليك ويتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد عليّ فيختم على فيه ويقال لفخذه ولحمه وعظامه انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله وذلك ليعذر من نفسه{[4167]} وذلك الذي سخط الله عليه ) أخرجه أيضا مسلم .


[4166]:ما بين العارضتين مما أورد الألوسي.
[4167]:من الإعذار، والمعنى ليزيل الله عذره من قبل نفسه بكثرة ذنوبه وبشهادة أعضائه عليه لم يبق له عذر [هامش مسلم].