فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

سورة فصلت

مكية

وآياتها 54 نزلت بعد غافر

كلماتها : 794 ؛ حروفها : 3350 .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ حم( 1 ) }

قد تكون اسما للسورة ، فتكون خبرا لمبتدأ محذوف ، والتقدير هذه السورة { حم } ، وربما تكون من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله ؛ عاملنا المولى الحكيم بها معاملة المختبر : { . . . فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا . . }{[4138]} ، أو لعلها وما شابهها من فواتح السور ( ألم ) { كهيعص } وغيرها جاءت للتحدي بمعنى أن القرآن الحكيم مكون من حروف كتلك التي تنطقون بها ، ولكنكم عجزتم وستظلون عاجزين عن الإتيان بآية من مثل آياته فآمنوا بأنه كلام الملك الكبير اللطيف الخبير ؛ ونقل غير ذلك{[4139]} .


[4138]:سورة آل عمران. من الآية 7.
[4139]:نقل القرطبي عن عطاء الخراساني: الحاء افتتاح اسمه{حميد}..{حكيم} والميم افتتاح اسمه {الملك}..و{المصور}، يدل عليه ما روى أنس أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم:ما{حم} فإنا لا نعرفه في لساننا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"بدء أسماء وفواتح سور" وقال الضحاك والكسائي: معناه قضى ما هو كائن..المعنى: حُمّ أمر الله أي قرب...والمعنى المراد: قرب نصره لأوليائه، وانتقامه من أعدائه.