فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ثُمَّ صُبُّواْ فَوۡقَ رَأۡسِهِۦ مِنۡ عَذَابِ ٱلۡحَمِيمِ} (48)

{ خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم( 47 )ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم( 48 )ذق إنك أنت العزيز الكريم( 49 ) } .

يقال للزبانية خزنة النار من الملائكة : خذوا الأثيم الفاجر فسوقوه وجروه إلى وسط جهنم ، ثم صبوا على قمة رأسه أشد السوائل حرارة ليعمه العذاب من أعلاه إلى أسفله ، وتُحسرُه الملائكة وتسخر منه فيقولون له : ذق هذا العذاب إنك كنت تزعم أنك العزيز الذي لا يُغلب ، الكريم الذي لا ينال .

قال قتادة : نزلت في أبي جهل{[4475]} وكان قد قال : ما فيها أعز مني ولا أكرم ؛ فلذلك قيل له : { ذق إنك أنت العزيز الكريم } .

يقول الألوسي : وهذا ونحوه لا يدل أيضا على تخصيص حكم الآية به ؛ فكل أثيم يدّعي دعواه يوم القيامة .


[4475]:قال عكرمة: التقى النبي صلى الله عليه وسلم وأبو جهل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله أمرني أن أقول لك:{أولى لك فأولى}" فقال: بأي شيء تهددني؟! والله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئا، إني لمن أعز هذا الوادي وأكرمه على قومه؛ فقتله الله يوم بدر وأذله ونزلت هذه الآية، أي يقول له الملك: ذق إنك أنت العزيز الكريم بزعمك.