فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (13)

{ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا }

إن الذين آمنوا بالله الذي لا يعبد بحق سواه ، وأقروا بأنه الخالق الرازق الولي الحميد الفعال لما يريد ، ثم استقام عملهم وخلقهم على المنهاج القويم والصراط السوي والدين المرتضى-الإسلام- .

يقول المفسرون : { ثم } للتراخي الرتبى ، فالعمل متراخي الرتبة عن الإيمان والتوحيد ، وقد نصّوا على أنه لا يعتد بدونه .

أقول : وهكذا فعمل القلب والفكر أهم من عمل الجوارح ومقدم عليه ، والله يشهد أنه من اعوج وعمي قلبه فعمله ساقط : { . . ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله }{[4612]} { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا }{[4613]} .

{ فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون( 13 ) } .

فأولئك الذين عقلوا فأقروا بالإيمان ، وأسلموا قيادهم لما جاء به القرآن ، لا يخافون أن يدركهم الخزي أو العذاب ، ولا يحزنون على ما فاتهم من الزينات والشهوات .


[4612]:سورة المائدة. من الآية 5.
[4613]:سورة الفرقان. الآية 3.