السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (13)

ولما قرّر دلائل التوحيد والنبوّة ، وذكر شبهات المتكبرين وأجاب عنها ذكر بعد ذلك طريقة المحقين . فقال تعالى : { إن الذين قالوا ربنا } أي : خالقنا ومولانا والمحسن إلينا { الله } وحده { ثم استقاموا } أي : جمعوا بين التوحيد الذي هو خلاصة العلم والاستقامة في الأمور التي هي منتهى العلم ، و{ ثم } للدلالة على تأخر رتبة العمل وتوقف اعتباره على التوحيد { فلا خوف عليهم } أي : من لحوق مكروه { ولاهم يحزنون } أي : على فوات محبوب ، والفاء لتضمن الاسم معنى الشرط .