فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَٰبُ مُوسَىٰٓ إِمَامٗا وَرَحۡمَةٗۚ وَهَٰذَا كِتَٰبٞ مُّصَدِّقٞ لِّسَانًا عَرَبِيّٗا لِّيُنذِرَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُحۡسِنِينَ} (12)

{ ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة } .

وأوحى الله تعالى من قبل القرآن ما أوحاه إلى موسى من التوراة التي تهدي من اتبعها ، ويرحم الله من عمل بها . و{ إماما ورحمة } حال .

{ وهذا كتاب مصدق }

وهذا القرآن مصدق للكتب التي أنزلها الله تعالى من قبله ، ومنها التوراة المنزلة على موسى ، لم يبطل الكتاب الخاتم أصول ما سبقه من كتب إلهية بل يوافقها ، ولا يقبل من أتباعه إلا أن يؤمنوا بها جميعها { يا أيها الذين آمنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل . . }{[4610]}

{ لسانا عربيا }

منصوب على الحال . والمعنى : هذا القرآن مصدق لما أنزل قبله وحالته كونه فصيحا مبينا ، واضحا بليغا ؛ يقول اللغويون : و{ لسانا } كالتوكيد ل{ عربيا } كما تقول جاءني فلان رجلا صالحا .

{ لينذر الذين ظلموا }

ليحذر الكتاب الذين ظلموا عاقبة بغيهم وتجاوزهم الحد ، ومنع حق الله في الخضوع لسلطانه ، وعبادته- سبحانه- ومنع حق العباد في موادعتهم والعمل على خيرهم .

{ وبشرى للمحسنين( 12 ) }

فالذكر الحكيم أنزل ليحذر المسيئين ويخوفهم سوء مصيرهم ، وليبشر من اتقى وأحسن { فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا }{[4611]} .


[4610]:سورة النساء. من الآية 136.
[4611]:سورة مريم. الآية 97.