اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (13)

قوله تعالى : { إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله ثُمَّ استقاموا } لما قرر دلائل التوحيد والنُّبوة وذكر شبهات المنكرين وأجاب عنها ، ذكر بعد ذلك طريقة المحققين فقال : { إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله ثُمَّ استقاموا } وقد تقدم تفسيره في سورة السجدة . والفرق بين الموضعين أن في سورة السجدة ذكر أن الملائكة ينزلُونَ ويقولون : لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا ، وههنا رفع الواسطة وذكر أنه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؛ فإذا جمعنا بين الآيتين حصل من مجموعهما أن الملائكة يلتقونهم بالبشارة من غير واسطة .

قوله : { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } الفاء زائدة في خَبَر الموصول ، لما فيه من معنى الشرط . ولم تمنع «إنَّ » من ذلك إبقاء معنى الابتداء بخلاف لَيْتَ ، ولَعَلَّ ، وكَأَنَّ .