الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَشَدَدۡنَا مُلۡكَهُۥ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡحِكۡمَةَ وَفَصۡلَ ٱلۡخِطَابِ} (20)

{ وشددنا ملكه } بالحرس وكانوا ثلاثة وثلاثين ألف رجل يحرسون كل ليل محرابه { وآتيناه الحكمة } الإصابة في الأمور { وفصل الخطاب } بيان الكلام والبصر في القضاء وهو الفصل بين الحق والباطل .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَشَدَدۡنَا مُلۡكَهُۥ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡحِكۡمَةَ وَفَصۡلَ ٱلۡخِطَابِ} (20)

ولما كان هذا دالاً على الملك من حيث أنه التصرف في الأشياء العظيمة قسراً ، فكان كأنه قيل : كل ذلك إثباتاً لنبوته وتعظيماً لملكه ، قال : { وشددنا } أي بما لنا من العظمة { ملكه } بغير ذلك مما يحتاج إليه الملك ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : كان أشد ملوك الأرض سلطاناً .

ولما كان أعظم المثبتات للملك المعرفة قال : { وآتيناه } أي بعظمتنا { الحكمة } أي النبوة التي ينشأ عنها العلم بالأشياء على ما هي عليه ، ووضع الأشياء في أحكم مواضعها ، فالحكمة العمل بالعلم . ولما كان تمامه بقطع النزاع قال : { وفصل الخطاب * } أي ومعرفة الفرق بين ما يلتبس في كلام المخاطبين له من غير كبير روية في ذلك ، بل يفرق بديهة بين المتشابهات بحيث لا يدع لبساً يمكن أن يكون معه نزاع لغير معاند وكسوناه عزاً وهيبة ووقاراً يمنع أن يجترىء أحد على العناد في شيء من أمره بعد ذلك البيان الذي فصل بين المتشابهات ، وميز بين المشكلات الغامضات ، وإذا تكلم وقف على المفاصل ، فيبين من سرده للحديث معانيه ، ويضع الشيء في أحكم مبانيه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَشَدَدۡنَا مُلۡكَهُۥ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡحِكۡمَةَ وَفَصۡلَ ٱلۡخِطَابِ} (20)

قوله : { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ } أي : قويناه بالعون والنصرة حتى كان مكينا ثابتا . وكان في الناس مهيبا مطاعا وأوتي من كثرة الجنود لحراسته ما أثار الرهبة في القلوب ، ويستدل من ذلك أيضا أن النبي يجوز أن يسمى ملكا .

قوله : { وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ } اختُلف في المراد بالحكمة . فقيل : معناه النبوة . وقيل : العلم بكتاب الله . وقيل : العلم والفقه . وأما { وَفَصْلَ الْخِطَابِ } فهو الفصل في القضاء . وقيل : هو الإيجاز بجعْل المعنى الكثير في اللفظ القليل .