تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَشَدَدۡنَا مُلۡكَهُۥ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡحِكۡمَةَ وَفَصۡلَ ٱلۡخِطَابِ} (20)

{ وشددنا ملكه } قوَّيناه بالجنود والهيبة وكثرة العدد ، وعن ابن عباس : كان أشد الملوك سلطاناً ، وقيل : كان يحرس محرابه كل ليلة ثلاثة وثلاثون ألف رجل ، وقيل : أربعون ألف ، والذي شدّ الله به ملكه وقذف في قلوب قومه الهيبة أن رجلاً ادعى على رجل بقرة وعجز عن إقامة البينة ، فأوحى الله اليه في المنام أن اقتل المدعى عليه فقال : هذا منام ، فأعيد الوحي عليه في اليقظة فأعلم الرجل فقال : إن الله لم يأخذني بهذا الذنب ولكن بأني قتلت اباه غيلةً فقتله ، فقال الناس : إن أذنب أحدٌ ذنباً أظهره الله عليه

{ وآتيناه الحكمة } ، قيل : كل كلام وافق الحق فهو حِكمة { وفصل الخطاب } المتميز بين الشيئين ، وعن علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) قوله : " البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه " وروي ان كان أهل زمان داوود يسأل بعضهم بعضاً أن ينزل أحدهم لصاحبه من امرأته فيتزوجها إذا أعجبته وكان لهم عادة في المواساة بذلك ، وروي أن الأنصار كانوا يواسون المهاجرين بمثل ذلك ، روي أن عين داوود وقعت على امرأة رجل يقال له أوريا فأحبها فسأله النزول منها فاستحيا وفعل وهي أم سليمان ، فقيل له : في عظم منزلتك لم يكن ينبغي لك أن تسأل رجلاً ليس له إلا امرأة واحدة النزول عنها ، وقيل : خطبها أوريا