الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ أَهَـٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ} (40)

{ ويوم نحشرهم جميعا } العابدين والمعبودين { ثم يقول للملائكة } توبيخا للكفار { أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ أَهَـٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ} (40)

قوله تعالى : " ويوم يحشرهم جميعا " {[13066]} هذا متصل بقوله : " ولو ترى إذ الظالمون موقوفون " {[13067]} [ سبأ : 31 ] . أي لو تراهم في هذه الحالة لرأيت أمرا فظيعا . والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد هو وأمته ثم قال ولو تراهم أيضا " يوم نحشرهم جميعا " العابدين والمعبودين ، أي نجمعهم للحساب " ثم يقول{[13068]} للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون " قال سعيد عن قتادة : هذا استفهام ، كقول عز وجل لعيسى : " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله " {[13069]} [ المائدة : 116 ] قال النحاس : فالمعنى أن الملائكة صلوات الله عليهم إذا كذبتهم كان في ذلك تبكيت لهم ؛ فهو استفهام توبيخ للعابدين .


[13066]:قوله " نحشرهم، نقول" بالنون قراءة نافع.
[13067]:راجع ص 302 من هذا الجزء.
[13068]:قوله " نحشرهم، نقول" بالنون قراءة نافع.
[13069]:راجع ج 6 ص 374.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ أَهَـٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ} (40)

ولما أبطل شبهتهم فعلم بذلك أن الأمر كله له ، وأنهم في محل الخطر{[57007]} ، وكان قد بقي{[57008]} من شبههم أنهم يقولون : نحن نعبد الملائكة فهم يشفعون لنا ، وكان الأنبياء عليهم السلام لا ينكرون أن الملائكة مقربون أبطل ما يتعلقون به منهم ، وبين أنه لا أمر لهم وأنهم بريئون منهم ، فقال عاطفاً على { إذ الظالمون } : { ويوم نحشرهم{[57009]} } أي نجمعهم جمعاً بكره بعد البعث ، وعم التابع والمتبرع بقوله : { جميعاً } .

ولما كانت مواقف الحشر طويلة وزلازله مهولة قال : { ثم نقول{[57010]} للملائكة } أي توبيخاً للمشركين وإقناطاً مما يرجون منهم من الشفاعة . ولما كانت العبادة لا تنفع إلا إذا كان المعبود راضياً بها وكانت خالصة ، قال مبكتاً للمشركين وموبخاً ليكون هناك سؤال وجواب فيكون التقريع أشد والخجل به أعظم ، والخوف والهوان أتم وألزم ويكون اقتصاص ذلك عظة للسامعين{[57011]} ، وزجراً للجاهلين ، وتنبيهاً للغافلين ، على طريق

{ أأنت قلت للناس اتخذوني {[57012]}وأمي إلهين من دون الله{[57013]} }[ المائدة : 116 ] الآيات : { أهؤلاء } أي الضالون ؛ وأشار إلى أنه لا ينفع من العبادة إلا ما كان خالصاً فقال : { إياكم } أي خاصة { كانوا يعبدون * } بأفعالهم الاختيارية والقسرية ليعلم أنهم {[57014]}عبيد لكم{[57015]} تستحقون عبادتهم ، و{[57016]} في التعبير بما يدل على الاختصاص تنبيه لقريش على أنه لا يعتد من العبادة إلا بالخالص


[57007]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: النظر.
[57008]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: نفي.
[57009]:وقراءة حفص بالياء التحتانية.
[57010]:وقراءة حفص بالياء التحتانية.
[57011]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: للسائلين.
[57012]:سقط ما بين الرقمين من ظ وم ومد.
[57013]:سقط ما بين الرقمين من ظ وم ومد.
[57014]:في ظ: عبيدكم.
[57015]:في ظ: عبيدكم.
[57016]:سقط من ظ.