فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ أَهَـٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ} (40)

{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } الظرف منصوب بفعل مقدّر نحو اذكر ، أو هو متصل بقوله : { وَلَوْ ترى إِذِ الظالمون مَوْقُوفُونَ } [ سبأ : 31 ] أي ولو تراهم أيضاً يوم نحشرهم جميعاً للحساب العابد والمعبود والمستكبر والمستضعف ، { ثُمَّ نَقُولُ للملائكة أَهَؤُلاَء إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } تقريعاً للمشركين ، وتوبيخاً لمن عبد غير الله عزّ وجلّ كما في قوله لعيسى : { ءأَنْتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتخذونى وَأُمّىَ إلهين مِن دُونِ الله } [ المائدة : 116 ] ، وإنما خصص الملائكة بالذكر مع أن بعض الكفار قد عبد غيرهم من الشياطين والأصنام ؛ لأنهم أشرف معبودات المشركين . قال النحاس : والمعنى أن الملائكة إذا أكذبتهم كان في ذلك تبكيت للمشركين .

/خ42