قوله : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ } وقد تقدم أنه يقرأ بالنون والياء{[44754]} في الأنعام{[44755]} .
قوله : { أهؤلاء إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } إياكم منصوب{[44756]} بخبر «كان »{[44757]} قدم لأجل الفواصل والاهتمام{[44758]} . واستدل به على جواز تقديم خبر «كان » عليها إذا كان خبرها جملة فإن فيه خلافاً جوزه ابنُ السراج{[44759]} ، ومنعه غيره{[44760]} وكذلك اختلفوا في توسطه إذا كان جملة . قال ابن السِّرِّاج : القياس جوازه لكن لم يسمع{[44761]} .
قال شهاب الدين : قد تقدم في قوله : { مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ } [ الأعراف : 19 ] ونحوه أنه يجوز أن يكون من تقديم الخبر وأن لا يكون . ووجه الدلالة هنا أن تقديم المعمول مُؤْذِنٌ بتقديم العامل . وتقدم تحقيق هذا في «هُودٍ » في قوله تعالى : { أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ } [ هود : 8 ] ( و ) وضع هذه القاعدة .
لما بين أن حال النبي - عليه الصلاة والسلام{[44762]} - كحال من تقدمه من الأنبياء وحال قومه حال من تقدّم{[44763]} من الكفار وبين بطلان استدلالهم بكثرة أموالهم{[44764]} وأولادهم بين ما يكون عاقبة حالهم فقال : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } يعني المكذبين بك «ثُمَّ نَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ » الذين يدعون أنهم يعبدونهم فإن غاية ما ترتقي{[44765]} إليه منزلتهم أنهم يقولون : نحن نعبد الملائكة والكواكب قال قتادة : هذا استفهام تقرير كقوله تعالى لعيسى { أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتخذوني وَأُمِّيَ إلهين } [ المائدة : 116 ] فيقول : «( أَ ){[44766]} هَؤُلاَءِ إيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ »
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.