فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ أَهَـٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ} (40)

{ وَ } اذكر { يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا } هو متصل بقوله : { ولو ترى إذ الظالمون موقوفون } أي لو تراهم أيضا يوم يحشرهم الله جميعا للحساب العابد والمعبود والمستكبر والمستضعف .

{ ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ } أي يقول تقريعا للمشركين وتوبيخا لمن عبد غير الله عز وجل كما في قوله لعيسى : { أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ؟ } وإنما خصص الملائكة بالذكر مع أن بعض الكفار قد عبد غيرهم من الشياطين والأصنام لأنهم أشرف معبودات المشركين ، قال النحاس : والمعنى أن الملائكة إذا كذبتهم كان في ذلك تبكيت للمشركين وتقريع للكافرين واردا على المثل السائر إياك أعني فاسمعي يا جارة .