الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ثُمَّ إِذَا كَشَفَ ٱلضُّرَّ عَنكُمۡ إِذَا فَرِيقٞ مِّنكُم بِرَبِّهِمۡ يُشۡرِكُونَ} (54)

فإن قلت : فما معنى قوله : { إِذَا فَرِيقٌ مّنْكُم بِرَبّهِمْ يُشْرِكُونَ } ؟ قلت : يجوز أن يكون الخطاب في قوله : { وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ الله } عاماً ، ويريد بالفريق : فريق الكفرة ، وأن يكون الخطاب للمشركين . و " منكم " للبيان ، لا للتبعيض ، كأنه قال فإذا فريق كافر ، وهم أنتم . ويجوز أن يكون فيهم من اعتبر ، كقوله { فَلَمَّا نجاهم إِلَى البر فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ } [ لقمان : 32 ] .