الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٞ} (61)

{ ذلك } أي ذلك النصر بسبب أنه قادر . ومن آيات قدرته البالغة أنه { يُولِجُ اليل فِى النهار وَيُولِجُ النهار فِى اليل } أو بسبب أنه خالق الليل والنهار ومصرفهما فلا يخفى عليه ما يجري فيهما على أيدي عباده من الخير والشرّ والبغي والإنصاف ، وأنه { سَمِيعُ } لما يقولون { بَصِيرٌ } بما يفعلون .

فإن قلت : ما معنى إيلاج أحد الملوين في الآخر ؟ قلت : تحصيل ظلمة هذا في مكان ضياء ، ذاك بغيبوبة الشمس . وضياء ذاك في مكان ظلمة هذا بطلوعها ، كما يضيء السرب بالسراج ويظلم بفقده . وقيل : هو زيادته في أحدهما ما ينقص من الآخر من الساعات .