فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٞ} (61)

والإشارة بقوله : { ذلك بِأَنَّ الله يُولِجُ الليل فِي النهار } إلى ما تقدّم من نصر الله سبحانه للمبغيّ عليه ، وهو مبتدأ وخبره جملة : { بأن الله يولج } ، والباء للسببية ، أي ذلك بسبب أنه سبحانه قادر ، ومن كمال قدرته إيلاج الليل في النهار والنهار في الليل ، وعبر عن الزيادة بالإيلاج ، لأن زيادة أحدهما تستلزم نقصان الآخر ، والمراد تحصيل أحد العرضين في محل الآخر . وقد مضى في آل عمران معنى هذا الإيلاج { وَأَنَّ الله سَمِيعٌ } يسمع كلّ مسموع { بَصِيرٌ } يبصر كلّ مبصر ، أو سميع للأقوال مبصر للأفعال ، فلا يعزب عنه مثقال ذرة .

/خ66