إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٞ} (61)

{ ذلك } إشارةٌ إلى النَّصر وما فيه من معنى البُعد للإيذانِ بعلوِّ رُتبته . ومحلُّه الرَّفعُ على الابتداءِ خبرُه قوله تعالى : { بِأَنَّ الله يُولِجُ الليل في النهار وَيُولِجُ النهار في الليل } أي بسببِ أنَّه تعالى من شأنِه وسُنَّتِه تغليبُ بعض مخلوقاته على بعضٍ والمداولةُ بين الأشياءِ المتضادَّةِ وعبَّر عن ذلك بإدخالِ أحدِ المَلَوين{[559]} في الآخرِ بأنْ يزيد فيه ما يُنقص عن الآخرِ أو بتحصيلِ أحدِهما في مكانِ الآخرِ لكونِه أظهرَ الموادِّ وأوضحَها { وَأَنَّ الله سَمِيعٌ } بكلِّ المسموعاتِ التي من جُملتها قول المعاقِبِ { بَصِيرٌ } بجميع المُبصراتِ ومن جُملتها أفعاله .


[559]:الملوان: الليل والنهار قال الشاعر: نهار وليل دائم ملواهما *** على كل حال المرء يختلفان وقيل الملوان: طرفا النهار قال ابن مقبل: ألا يا ديار الحي بالسبعان *** أمل عليها بالبلى الملوان. وأحدهما ملا، مقصور.