الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَفَلَمۡ يَدَّبَّرُواْ ٱلۡقَوۡلَ أَمۡ جَآءَهُم مَّا لَمۡ يَأۡتِ ءَابَآءَهُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (68)

{ القول } القرآن ، يقول : أفلم يتدبروه ليعلموا أنه الحق المبين فيصدّقوا به وبمن جاء به ، بل { جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ ءابَاءهُمُ } فلذلك أنكروه واستبدعوه ، كقوله : { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ ءابَاؤُهُمْ فَهُمْ غافلون } [ يس : 6 ] أو ليخافوا عنه تدبر آياته وأقاصيصه مثل ما نزل بمن قبلهم من المكذبين ، أم جاءهم من الأمن ما لم يأت أباءهم حين خافوا الله فآمنوا به وبكتبه ورسله وأطاعوه ؟ وآباؤهم : إسماعيل وأعقابه من عدنان وقحطان . وعن النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تسبُّوا مضرَ ولا ربيعةَ فإنّهمَا كانَا مسلمينَ ، ولا تسبُّوا قساً فإنّه كان مسلمَاً ، ولا تسبُّوا الحارثَ بنَ كعبٍ ولا أَسدَ بنَ خُزيمةَ ولا تميمَ بنَ مرَّ . فإنهم كانُوا على الإسلامِ ، وما شككْتُم فيه من شيء فلا تشكُّوا في أن تبَعاً كان مسلماً » وروي في أنّ ضبة كان مسلماً ، وكان على شرطة سليمان بن داود .