قوله : { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا القول } بين سبحانه أن سبب إقدامهم على الكفر هو أحد هذه الأمور الأربعة : الأوّل : عدم التدبر في القرآن ، فإنهم لو تدّبروا معانيه لظهر لهم صدقه وآمنوا به وبما فيه ، والهمزة للإنكار والفاء للعطف على مقدّر ، أي فعلوا ما فعلوا فلم يتدبروا ، والمراد بالقول : القرآن ، ومثله : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن } [ النساء : 82 ، محمد : 24 ] . والثاني قوله : { أم جاءهم مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الأولين } أم هي المنقطعة ، أي بل [ جاءهم ] من الكتاب ما لم يأتِ آباءهم الأوّلين ، فكان ذلك سبباً لاستنكارهم للقرآن ، والمقصود : تقرير أنه لم يأتِ آباءهم الأوّلين رسول ؛ فلذلك أنكروه ، ومثله قوله : { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ } [ يس : 6 ] . وقيل : إنه أتى آباءهم الأقدمين رسل أرسلهم الله إليهم . كما هي سنّة الله سبحانه في إرسال الرسل إلى عباده ، فقد عرف هؤلاء ذلك ، فكيف كذبوا هذا القرآن ؟ وقيل : المعنى : أم جاءهم من الأمن من عذاب الله ما لم يأتِ آباءهم الأوّلين كإسماعيل ومن بعده . والثالث : قوله : { أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.