الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَفَلَمۡ يَدَّبَّرُواْ ٱلۡقَوۡلَ أَمۡ جَآءَهُم مَّا لَمۡ يَأۡتِ ءَابَآءَهُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (68)

قوله تعالى ذكره : { أفلم يدبروا القول أم جاءهم }[ 69 ] إلى قوله : { إذا هم فيه مبلسون }[ 78 ] .

معنى هذا القول التوقيف والتقبيح كقول العرب : الخير أحب إليك أم الشر . أي : إنك قد اخترت الشر . ومعناه : أفلم يدبر هؤلاء المشركون كلام الله فيعلموا ما فيه من العبر والحجج { أم جاءهم ما لم يات آباءهم الأولين يعني أسلافهم من الأمم المكذبة قبلهم ، بل جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بمثل ما أتت به الرسل قبله لآبائهم ، فواجب عليهم ألا ينكروا ما جاءهم به محمد عليه السلام ، لأنه أتى بمثل جاء به{[47565]} غيره من الرسل لآبائهم ، وقيل{[47566]} : ( أم ) هنا بمعنى ( بل ) والتقدير : بل جاءهم ما لم يأت أسلافهم فتركوا تدبره إذ لم يكن عند من سلف لهم مثله ولا أرسل إليهم مثله .


[47565]:ز: أتت.
[47566]:انظر: معاني الحروف للرماني: 70 والتصاريف: 260.