الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُم مُّعۡرِضُونَ} (48)

معنى { إِلَى الله وَرَسُولِهِ } إلى رسول الله كقولك : أعجبني زيد وكرمه ، تريد : كرم زيد . ومنه قوله :

غَلَّسْنَهُ قَبْلَ الْقَطَا وَفُرَّطِهْ ***

أراد : قبل فرط القطا . روي : أنها نزلت في بشر المنافق وخصمه اليهودي حين اختصما في أرض ، فجعل اليهوديّ يجرّه إلى رسول الله ، والمنافق يجرّه إلى كعب بن الأشرف ويقول : إن محمداً يحيف علينا . وروي أنّ المغيرة بن وائل كان بينه وبين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه خصومة في ماء وأرض ، فقال المغيرة : أمّا محمد فلست آتيه ولا أحاكم إليه فإنه يبغضني وأنا أخاف أن يحيف عليّ .