فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُم مُّعۡرِضُونَ} (48)

ثم وصف هؤلاء المنافقين بأن فريقا منهم يعرضون عن إجابة الدعوة إلى الله وإلى رسوله في خصومتهم فقال :

{ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ } المبلغ عنه { لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ } أي الرسول فالضمير راجع إليه . لأنه المباشر للحكم . وإن كان الحكم في الحقيقة لله سبحانه ومثل ذلك قوله تعالى : والله ورسوله أحق أن يرضوه { إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ } إذا هي الفجائية ، أي فاجأ فريق منهم الإعراض عن المحاكمة إلى الله والرسول ، أو عن الإجابة ، والمجيء إليه . وهذا هو شأن مقلدة المذاهب بعينه اليوم{[1308]} ، يعرضون عن إجابة الداعي إلى الله ورسوله ، وعن التحاكم إليهما ، أي إلى كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .


[1308]:قياس مع الفارق ولا يجوز تشبيه المؤمنين بالمنافقين.