الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطٗاۚ قَالُواْ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَن فِيهَاۖ لَنُنَجِّيَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} (32)

{ إِنَّ فِيهَا لُوطاً } ليس إخباراً لهم بكونه فيها ، وإنما هو جدال في شأنه : لأنهم لما عللوا إهلاك أهلها بظلمهم : اعترض عليهم بأن فيها من هو بريء من الظلم ، وأراد بالجدال : إظهار الشفقة عليهم ، وما يجب للمؤمن من التحزن لأخيه ، والتشمر في نصرته وحياطته ، والخوف من أن يمسه أذى أو يلحقه ضرر . قال قتادة : لا يرى المؤمن ألا يحوط المؤمن ، ألا ترى إلى جوابهم بأنهم أعلم منه { بِمَن فِيهَا } يعنون : نحن أعلم منك وأخبر بحال لوط وحال قومه ، وامتيازه منهم الامتياز البين ، وأنه لا يستأهل ما يستأهلون ، فخفض على نفسك وهوّن عليك الخطب . وقريء { لَنُنَجّيَنَّهُ } بالتشديد والتخفيف ، وكذلك منجوك .