فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطٗاۚ قَالُواْ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَن فِيهَاۖ لَنُنَجِّيَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} (32)

{ قال } لهم إبراهيم { إن فيها } أي : في هذه القرية { لوطا } وهو غير ظالم فكيف تهلكونها ؟ { قالوا : نحن نعلم بمن فيها } من الأخيار والأشرار ، ونحن أعلم من غيرنا بمكان لوط { لننجيه وأهله } من العذاب ، قرئ لننجينه بالتخفيف والتشديد ، وهما قراءتان سبعيتان .

{ إلا امرأته كانت } في علم الله وحكمه الأزلي { من الغابرين } أي الباقين في العذاب ، المنغمسين فيه ، الذين لم يخلصوا منه بسبب أن الدال على الشر له نصيب كفاعله كما أن الدال على الخير كفاعله وهي كانت تدل القوم على أضياف لوط فصارت واحدة منهم ، بسبب الدلالة وقيل : المعنى من الباقين في القرية التي سينزل بها العذاب فتعذب من جملتهم ، ولا تنجو فيمن نجا ، والغابر لفظ مشترك بين الماضي والباقي وقد تقدم تحقيقه .