تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطٗاۚ قَالُواْ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَن فِيهَاۖ لَنُنَجِّيَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} (32)

الآية 32 [ وقوله تعالى ] ( {[15744]} ) : { قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته } ففي الآية الدليل من وجهين :

أحدهما : يخرج الخطاب على العموم ، والمراد منه الخصوص لأن الملائكة قالوا [ قولا ]( {[15745]} ) عاما : { إنا مهلكو أهل هذه القرية } ولم يكن الأمر بإهلاك كل أهل القرية ، ثم استثنوا لوطا وأهله ، وبعدها قال إبراهيم : { إن فيها لوطا } حين( {[15746]} ) { قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله } .

والثاني : فيه جواز تأخير البيان حين( {[15747]} ) لم يبينوا إلا بعد سؤال إبراهيم إياهم .

وفيه وجه آخر في امتحان الملائكة بمختلف الأشياء لأن هؤلاء أمروا بالبشارة ، وأمروا بإهلاك قوم لوط ليعلم أنهم يمتحنون بمختلف الأشياء ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وتأتون في ناديكم المنكر } [ العنكبوت : 29 ] روي عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنه قال في قوله : { وتأتون في ناديكم المنكر } قال : كانوا يخذفون أهل الأرض ، ويسخرون منهم ) [ الترمذي 3190 ] فإن ثبت هذا كان تفسيرا له ، لا يحتاج إلى غيره .

والنادي : قال أبو عوسجة : المجلس ، وأندية جماعة ، وكذلك قال القتبي . قال أبو معاذ : الندي والنادي لغتان ؛ فجمع النادي أندية ، وجمع الندي ندي كقراءة بعض الناس في سورة مريم { وأحسن نديا } [ مريم : 73 ] [ نديا : بالضم ]( {[15748]} ) أي مجالس . وقراءة العامة : نديا مجلسا ، والله أعلم .


[15744]:في الأصل وم: ثم
[15745]:ساقطة من الأصل وم.
[15746]:في الأصل وم: حيث.
[15747]:في الأصل وم: حيث.
[15748]:ساقطة من الأصل وم، انظر معجم القراءات القرآنية ج 4/56.