ولما كان السامع بحيث يتشوف إلى معرفة ما كان بعد ذلك ، كان كأنه قيل : لم يقنع الخليل عليه السلام لخطر المقام بهذا التلويح ، بل { قال } مؤكداً تنبيهاً على جلالة ابن أخيه ، وإعلاماً بشدة اهتمامه به ، وأنه ليس ممن يستحق الهلاك ، ليعلم ما يقولون في حقه ، لأن الحال جد ، فهو جدير بالاختصار : { إن } وأفهم بقوله : { فيها لوطاً } دون ، منهم ، أنه نزيل تدرجاً إلى التصريح بالسؤال فيه ، وسؤالاً في الدفع عنهم بكونه فيهم ، لأنه بعيد عما عللوا به الإهلاك من الظلم ، { قالوا } أي الرسل لإبراهيم عليه الصلاة والسلام : { نحن أعلم } أي منك { بمن فيها } أي من لوط وغيره .
ولما كان كلامهم محتملاً للإنجاء والإرداء ، صرحوا بقولهم على سبيل التأكيد ، لأن إنجاءه من بينهم جدير بالاستبعاد : { لننجينه } أي إنجاءاً عظيماً { وأهله } ولما أفهم هذا امرأته استثنوها ليكون ذلك أنص على إنجاء غيرها من جميع أهله فقالوا : { إلا امرأته } فكأنه قيل : فما حالها ؟ فقيل : { كانت } أي جبلة وطبعاً { من الغابرين* } أي الباقين في الأرض المدمرة والجماعة الفجرة ، ليعم وجهها معهم الغبرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.