الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطٗاۚ قَالُواْ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَن فِيهَاۖ لَنُنَجِّيَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} (32)

ثم قال تعالى : { قال فيها لوطا } أي : قال ذلك إبراهيم عليه السلام .

قال ابن عباس فجادل إبراهيم الملائكة في قوم لوط عليه السلام أن يتركوا ، فقال أرأيتم إن كان فيها عشرة أبيات من المسلمين أتتركونهم ؟ فقالت الملائكة : ليس فيها عشرة أبيات ولا خمسة ولا أربعة ولا ثلاثة ولا اثنان ، فقال إبراهيم : إن فيها لوطا{[54496]} .

{ فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين } أي : من الباقين من العذاب .

وقيل : المعنى كانت من الذين أبقتهم الدهور والأيام وتطاولت أعمارهم ، فإنها هالكة مع قوم لوط{[54497]} ، وحسن وصفها بلفظ المذكر ، فقال من الغابرين ولم يقل من الغابرات لما كانت من الرجال ، فجعل صفتها كصفتهم{[54498]} .

وروي أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال للملائكة : إن كان فيهم مائة يكرهونهذا أتهلكونهم ؟ قالوا : لا قال : فإن كان فيهم تسعون قالوا : لا ، إلى أن أبلغ إلى عشرين قال : إن فيها لوطا . قالت الملائكة : نحن أعلم بمن فيها{[54499]} . روي أنه كان في المدينة أربع مائة ألف{[54500]} .


[54496]:انظر: المحرر الوجيز 12/ 218
[54497]:هو قول الطبري في جامع البيان 20/ 147
[54498]:انظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة 2/115
[54499]:انظر: ذلك في تاريخ الأمم والملوك بمعناه 1/ 153
[54500]:ورد في قصص الأنبياء للثعلبي 105، أن قوم لوط كانوا في أربعة قرى، في كل قرية مائة ألف.