فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطٗاۚ قَالُواْ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَن فِيهَاۖ لَنُنَجِّيَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} (32)

{ الغابرين } تأتي بمعنى الماضين وبمعنى الباقين .

{ سيء } اعتراه مساءة وغم .

{ نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله } علمنا العليم الخبير من هم المهلكون ، ومن هم الناجون ، فلوط رسول الله ، وقد كتب ربنا أن ينجي رسله ، وأهل الإيمان بدعوة لوط مؤمنون ، فلن يهلكوا ، مصداقا لوعد ربنا الحق : )ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين( {[3221]}{ إلا امرأته كانت من الغابرين } فامرأة لوط مستثناة من الناجين ، وستهلك مع الهالكين ، - والغابر من باب الأضداد ، تأتي بمعنى : الماضي ، وتأتي بمعنى : الباقي ، وهي هنا بمعنى : من الباقين ، أي باقية من الإنجاء ، ثم هي بعد مهلكة ، ولما قدمت الملائكة على لوط كانوا في صورة رجال صباح الوجوه ، فاستاء لوط واغتم ، وأحس أنه لن يطيق حماية أضيافه من مجرمي قومه الذين كانوا قد حذروه أن يستضيف أحدا فإنهم لن يتركوا قادما دون الإفحاش به وانتهاك عرضه ، وليست للوط من عصبة تمنعه وتدفع الأذى عمن آوى إليه ودخل داره ، وضاق بشأنهم وصونهم ذرعه أي طاقته ، - ويقابله رحب ذرعه بكذا إذا كان مطيقا له قادرا عليه ، وذلك أن طويل الذراع ينال ما لا يناله قصير الذراع-{[3222]} حتى لم يطق أن يكتم حيرته عن أضيافه فقال : ) . . لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد( {[3223]} فقالت الملائكة : { لا تخف ولا تحزن }


[3221]:سورة يونس. الآية 103.
[3222]:ما بين العارضتين أورده الألوسي.
[3223]:سورة هود. من الآية 80.