اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطٗاۚ قَالُواْ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَن فِيهَاۖ لَنُنَجِّيَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} (32)

ثم إن إبراهيم لما سمع كلامهم قال لهم : { إِنَّ فِيهَا لُوطاً } إشفاقاً عليه لِيعْلم حاله{[41391]} ، قالت الملائكة : { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ } قرأ حمزة والكسائيّ ويعقوبُ{[41392]} «لنُنْجِيَنهُ » - بالتخفيف{[41393]} ، وقرأ الآخرون بالتشديد { وأهْلَهُ إلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الغَابِرينَ } أي الباقين في العذاب . وفي استعمال الغابر في المهلك وجهان ؛ لأن الغابر لفظ مشترك{[41394]} في الماضي ، وفي الباقي يقال : فِيمَا غَبَر من الزَّمَانِ أي فيما مضى وقال عليه ( الصلاة و ){[41395]} السلام «لما سئل عن الماء من السباع فقال : «ولنا ماءٌ غير{[41396]} طهور »

أي بقي فعلى الأول إن ذكر الظالمين سبق في قولهم : إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين ، ثم جرى ( ذكر ){[41397]} لوط . وقول الملائكة : إنها من الغابرين أي الماضين ذكرهم لا من الذين نحْنُ مِنْهُمْ ، أو نقول المهلك يفنى بمضي{[41398]} زمانه ، والناجي هو الباقي ، ( ف ){[41399]} قالوا { إنها من الغابرين } أي من الرائحين الماضين ، لا من الباقين المستمرِّينَ وأما على الثاني لما قضى الله على القوم بالهلاك كان الكل في الهلاك إلا من ينجى منه{[41400]} ، فقالوا : إنا نُنَجِّي لوطاً وأهله ، وأما امْرَأَتُهُ فهي من الباقين في الهَلاَكِ .


[41391]:في ب: ليعلموا حاله.
[41392]:تقدم.
[41393]:انظر: حجة ابن خالويه 280 والسبعة 500.
[41394]:يشترك في ب.
[41395]:ساقط من ب.
[41396]:أخرجه ابن ماجه في الطهارة وسننها (1/173) عن أبي سعيد الخدري.
[41397]:في ب: جرى قوم لوط.
[41398]:في ب: يبقى ويمضي.
[41399]:ساقط من ب.
[41400]:في ب: منهم.