ثم إن إبراهيم لما سمع كلامهم قال لهم : { إِنَّ فِيهَا لُوطاً } إشفاقاً عليه لِيعْلم حاله{[41391]} ، قالت الملائكة : { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ } قرأ حمزة والكسائيّ ويعقوبُ{[41392]} «لنُنْجِيَنهُ » - بالتخفيف{[41393]} ، وقرأ الآخرون بالتشديد { وأهْلَهُ إلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الغَابِرينَ } أي الباقين في العذاب . وفي استعمال الغابر في المهلك وجهان ؛ لأن الغابر لفظ مشترك{[41394]} في الماضي ، وفي الباقي يقال : فِيمَا غَبَر من الزَّمَانِ أي فيما مضى وقال عليه ( الصلاة و ){[41395]} السلام «لما سئل عن الماء من السباع فقال : «ولنا ماءٌ غير{[41396]} طهور »
أي بقي فعلى الأول إن ذكر الظالمين سبق في قولهم : إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين ، ثم جرى ( ذكر ){[41397]} لوط . وقول الملائكة : إنها من الغابرين أي الماضين ذكرهم لا من الذين نحْنُ مِنْهُمْ ، أو نقول المهلك يفنى بمضي{[41398]} زمانه ، والناجي هو الباقي ، ( ف ){[41399]} قالوا { إنها من الغابرين } أي من الرائحين الماضين ، لا من الباقين المستمرِّينَ وأما على الثاني لما قضى الله على القوم بالهلاك كان الكل في الهلاك إلا من ينجى منه{[41400]} ، فقالوا : إنا نُنَجِّي لوطاً وأهله ، وأما امْرَأَتُهُ فهي من الباقين في الهَلاَكِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.