تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَخۡرِجُوهُم مِّن قَرۡيَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ} (82)

{ إنكم لتأتون الرجال } هم أول من فعل هذه الفاحشة اتيان الذكور فبعث الله جبريل مع جماعة من الملائكة لإهلاك قوم لوط ، وأمرهم أن يبشروا إبراهيم بإسحاق ، ثم خرجوا حتى أتوا لوطاً ( عليه السلام ) فنزلوا عليه وهم على أحسن صورة ، ودلت امرأته قومه عليهم حتى طمست أعينهم ، وخرج جبريل ولوط ومن آمن معه وأهلكهم الله تعالى عند الصبح ، ورفع تلك المدائن حتى قربت من السماء ، ثم قلبها جبريل فهلكت امرأته مع من هلك ، ورمت الحجارة من كان غائباً حتى لم يبق منهم أحد ، وقيل : أمطرعليهم الكبريت والنار ، وقيل : خسف بالمقيمين منهم وأمطر على مسافريهم ، وقيل : مطرت عليهم ثم خسف بهم ، وروي أن تاجراً منهم كان بالحرم فوقف له الحجر أربعين يوماً حتى قضى تجارته وخرج فوقع عليه ، وروى الثعلبي : أن بلاد قوم لوط أخصبت فانتجعها أهل البلاد ، فتمثل لهم ابليس في صورة رجل شاب ثم دعا إلى دبره فنكح ، ثم عبثوا بذلك العمل ، فلما كثر ذلك فيهم عجّت الأرض إلى ربها فسمعت السماء فعجّت إلى ربها ، ثم كذلك العرش ، فأمر الله تعالى السماء أن تحصبهم وأمر الأرض أن تخسف بهم ، وروي فيه أيضاً : أن ابليس عرض لهم في صورة شيخ فقال : ان فعلتم بهم كذا فجرتم منهم فأبوا ، فلما ألحّ الناس عليهم قصدوهم ، فأصابوا غلماناً صباحاً فافحشوا واستحكم ذلك فيهم ، قال الحسن : كانوا لا ينكحون إلاَّ الغرباء .