الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَخۡرِجُوهُم مِّن قَرۡيَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ} (82)

قوله تعالى : { وَمَا كَانَ جَوَابَ } : العامَّةُ على نصب " جواب " خبراً للكون ، والاسمُ " أنْ " وما في حَيِّزها وهو الأفصحُ ، إذ فيه جَعْلُ الأعرفِ اسماً . وقرأ الحسن " جوابُ " بالرفع ، وهو اسمُها ، والخبر " إلا أَنْ قالوا " وقد تقدَّمَ ذلك . وأتى هنا بقوله " وما " ، وفي النمل والعنكبوت " فما " ، والفاء هي الأصلُ في هذا الباب لأنَّ المرادَ أنهم لم يتأخر جوابُهم عن نصيحته . وأمَّا الواوُ فالتعقيبُ أحدُ محاملها ، فتعيَّن هنا أنها للتعقيب لأمرٍ خارجي وهي العربية في السورتين المذكورتين لأنها اقتضَتْ ذلك بوضعها .