الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَخۡرِجُوهُم مِّن قَرۡيَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ} (82)

ثم أخبر تعالى عن جواب قوم لوط له إذ وبخهم ، فقال تعالى : { وما كان جواب قومه إلا } قولهم : { أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون }[ 82 ] ، أي : قال بعضهم لبعض ذلك ، أخرجوا آل لوط وابنتيه{[24327]} ، ولذلك جمع في { أخرجوهم } .

وقيل المعنى : أخرجوا " لوطا " ومن كان على دينه{[24328]} .

ومعنى : { يتطهرون } ، أي : يتنزهون عن فعلنا{[24329]} .

وقال السدي معناه : يتحرجون{[24330]} .

وقال مجاهد معناه : يتطهرون من أدبار الرجال [ وأدبار{[24331]} ] النساء{[24332]} .

وقيل : معنى { يتطهرون } ، أي : يتنزهون عن أعمالكم{[24333]} .


[24327]:في الأصل: وابنتيه. وقال الزجاج في معانيه 2/353: "في التفسير: إن أهله ابنتاه"، وانظر: المحرر الوجيز 2/425.
[24328]:وهو قول الطبري في جامع البيان 12/549، وتمامه: "من قريتكم، فاكتفى بذكر "لوط" في أول الكلام عن ذكر أتباعه، ثم جمع في آخر الكلام كما قيل: {يا أيها النبيء إذا طلقتم النساء} [الطلاق: آية 1].
[24329]:جامع البيان 12/549، بتصرف. وأورده أبو حيان البحر 4/337، بنصه، بلفظ: "وقيل...". وأضاف: "ويسمى هذا النوع في علم البيان: "التعريض بما يوهم الذم"، وهو مدح، كقوله: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم *** بهن فلول من قِراع الكتائب
[24330]:انظر: جامع البيان 12/550، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1518. وفي الأصل: "يتخرجون" بالخاء المعجمة، وهو تصحيف محض.
[24331]:زيادة من مصادر التوثيق أسفله، يقتضيها السياق.
[24332]:التفسير 339، وتفسير هود بن محكم الهواري 2/29، وجامع البيان 12/550، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1518.
[24333]:مضى تفسيره. وفي تفسير هود بن محكم الهواري 2/29: "وقال الحسن: يتطهرون من أعمالكم، فلا يعملون ما تعملون". وقال الزجاج، معاني القرآن وإعرابه 2/353: "أي: يتطهرون عن عملكم". انظر: البحر المحيط 4/337.