فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَخۡرِجُوهُم مِّن قَرۡيَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ} (82)

{ وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون 82 فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين 83 } .

{ وما كان جواب قومه } الواقعين في هذه الفاحشة عما أنكره عليهم منها والمستكبرين منهم المتصدين للحل والعقد { إلا أن قالوا } استثناء مفرغ { أخرجوهم } أي لوطا وأتباعه { من قريتكم } من سذوم بوزن رسول وهي من قرى حمص بالشام ، ولم يكن لهم جواب إلا هذا القول المبائن للإنصاف المخالف لما طلبه منهم ، وأنكره عليهم .

{ إنهم أناس يتطهرون } أي يتنزهون من أدبار الرجال والنساء والتطهر تعليل لما أمروا به من الإخراج ووصفهم بالتطهر يمكن أن يكون على حقيقته ، وأنهم أرادوا أن هؤلاء يتنزهون عن الوقوع في هذه الفاحشة فلا يساكنوننا في قريتنا ، ويحتمل أنهم قالوا ذلك على طريق السخرية والاستهزاء ، وقيل إن البعد عن المعاصي والآثام يسمى طهارة فمن تباعد عنهما فقد تطهر .