قوله : { ذلك بِأَنَّهُمُ } ، مبتدأ وخبره ؛ كما تقدم ، والإشارة ب : " ذلك " ، إلى ما ذكر من الغضب والعذاب ؛ ولذلك وحَّد ، كقوله : " بين ذلك " و : [ الرجز ]
كَأنَّهُ في الجِلْدِ *** . . . . . . . . . . . . . . {[20086]}
قوله : { استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة } ، أي : ذلك الارتداد ، وذلك الإقدام على الكفر ؛ لأجل أنَّهم رجَّحوا الدنيا على الآخرة ، { وَأَنَّ الله لاَ يَهْدِي القوم الكافرين } ، أي : ذلك الارتداد إنما حصل لأجل أنه - تعالى - ما هداهم إلى الإيمان ، وما عصمهم عن الكفر .
قال القاضي{[20087]} : المراد أن الله تعالى لا يهديهم إلى الجنَّة ، وهذا ضعيف ؛ لأن قوله - تعالى- : { وَأَنَّ الله لاَ يَهْدِي القوم الكافرين } ، معطوف على قوله : { ذلك بِأَنَّهُمُ استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة } ، فوجب أن يكون قوله : { وَأَنَّ الله لاَ يَهْدِي القوم الكافرين } ، علَّة وسبباً موجباً لإقدامهم على ذلك الارتداد ، وعدم الهداية يوم القيامة إلى الجنة ليس سبباً لذلك الارتداد ولا علَّة ، بل كسباً عنه ولا معلولاً له ، فبطل هذا التَّأويل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.