اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ} (108)

ثم أكد أنه - تعالى - صرفهم عن الإيمان ؛ فقال - عز وجل - : { أولئك الذين طَبَعَ الله على قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } ، قال القاضي : الطبع ليس يمنع من الإيمان لوجوه :

الأول : أنه - تعالى - أشرك ذكر ذلك في معرض الذَّم ، ولو كانوا عاجزين عن الإيمان به لما استحقوا الذَّم بتركه .

الثاني : أنه - تعالى - أشرك بين السَّمع والبصر والقلب في هذا الطبع ، ومعلوم أن مع فقد السمع والبصر قد يصحُّ أن يكون مؤمناً ، فضلاً عن طبع يلحقهما في القلب .

الثالث : وصفهم بالغفلة ، ومن منع من الشيء لا يوصف بأنه غافل عنه ، فثبت أن المراد بهذا الطَّبع السِّمة والعلامة التي يخلقها في القلب ، وتقدَّم الجواب في أول سورة البقرة .

ثم قال - تعالى - : { وأولئك هُمُ الغافلون } ، قال ابن عباس - رضي الله عنهما- : أي : عما يراد بهم في الآخرة{[20088]} .


[20088]:ذكره الرازي في "تفسيره" (20/100) عن ابن عباس.