اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِذَا رَءَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلۡعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ} (85)

{ وَإِذَا رَأى الذين ظَلَمُواْ العذاب } ، أي : أن هؤلاء المشركين إذا رأوا العذاب ووصلوا إليه ، فعند ذلك : { فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } ، ولا يؤخِّرون ولا يمهلون ؛ لأن التوبة هناك غير موجودة .

قوله : " فَلا يُخَفَّفُ " ، هذه الفاء وما حيِّزها جواب " إذَا " ، ولابدَّ من إضمار مبتدأ قبل هذه الفاء ، أي : فهو لا يخفف ؛ لأن جواب " إذا " متى كان مضارعاً ، لم يحتج إلى فاء سواء كان موجباً ؛ كقوله - تعالى - : { وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ } [ الحج : 72 ] أم منفيًّا ؛ نحو : " إذَا جَاءَ زَيْدٌ لا يكرمك " .