وقوله : { الذين كَفَرُواْ } ، يجوز أن يكون مبتدأ ، والخبر : " زِدنَاهُم " ، وهو واضح ، وجوَّز ابن عطية{[20023]} أن يكون : " الَّذينَ كَفروا " ، بدلاً من فاعل " يَفْترُونَ " ، ويكون : " زِدْناهُم " مستأنفاً .
ويجوز أن يكون : " الَّذينَ كَفرُوا " ، نصباً على الذَّمِّ ، أو رفعاً عليه ، فيضمر النَّاصب والمبتدأ وجوباً .
لما ذكر وعيد الذين كفروا ، أتبعه ب : " وعيد " من ضمَّ إلى كفره صدَّ الغير عن سبيل الله ، وهو منعهم عن طريق الحقِّ .
وقيل : صدهم عن المسجد الحرام ، { زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العذاب } ؛ لأنهم زادوا على كفرهم صَدَّ الغير عن الإيمان .
قال - عليه الصلاة والسلام - : " مَنْ سَنَّ سُنَّة سَيِّئةً ، فعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ من عَمِلَ بِهَا " . " قال ابن عباس - رضي الله عنه - [ ومقاتل ]{[20024]} : " المراد بتلك الزيادة : خمسة أنهار من صفر مذابٍ ، تسيل من تحت العرش ، يعذَّبون بها ثلاثة بالليل ، واثنان بالنَّهار " {[20025]} .
وقال سعيد بن جبير : زدناهم عذاباً بحيّات كالبخت ، وعقارب كالبغال تلسعهم ، وقيل : يخرجون من حرِّ النار إلى زمهرير{[20026]} .
وقيل : يضعَّف لهم العذاب بما كانوا يفسدون ، أي : بذلك الصَّد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.