اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِذَا رَءَا ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ شُرَكَآءَهُمۡ قَالُواْ رَبَّنَا هَـٰٓؤُلَآءِ شُرَكَآؤُنَا ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدۡعُواْ مِن دُونِكَۖ فَأَلۡقَوۡاْ إِلَيۡهِمُ ٱلۡقَوۡلَ إِنَّكُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (86)

قوله تعالى : { وَإِذَا رَأى الذين أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ } ، وهذا من بقيَّة وعيد المشركين ، وفي الشركاء قولان :

الأول : أن الله - تعالى- : يبعث الأصنام فتكذِّب المشركين ، ويشاهدونها في غاية الذُّلِّ والحقارة ، وكل ذلك مما يوجب زيادة الغمِّ والحسرة في قلوبهم .

والثاني : أن المراد بالشركاء : الشَّياطين الذين دعوا الكفَّار إلى الكفر ؛ قاله الحسن - رضي الله عنه - ، وإنَّما ذهب إلى هذا القول ؛ - لأنه - تعالى - حكى عن الشركاء أنَّهم كذَّبوا الكفار ، والأصنام جمادات ، فلا يصحُّ منهم هذا القول .

وهذا بعيد ؛ لأن الله - تعالى - قادرٌ على خلق الحياة في الأصنام ، وعلى خلق العقل والنُّطق فيها .