اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَنُدۡخِلَنَّهُمۡ فِي ٱلصَّـٰلِحِينَ} (9)

قوله : «والذين آمَنُوا » يجوز فيه الرفع على الابتداء ، والنصب على الاشتغال .

وقوله : { لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصالحين } أي نجعلهم منهم ، وندخلهم في أعدادهم ، كما يقال : الفقيه داخل في العلماء . والمعنى : نجعلهم من{[41102]} جملة الصالحين وهم الأنبياء والأولياء . وقيل : في مَدْخَل الصالحين وهو الجنة .

فإن قيل : ما الفائدة في إعادة { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } ؟ .

فالجواب : أنه ذكر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولاً ، لبيان حال المهتدي وثانياً ، لبيان حال الهادي لأنه قال أولاً : { لنكفرن عنهم سيئاتهم } .

وقال ثانياً : { لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصالحين } والصالحين هم الهداة ، لأنها مرتبة الأنبياء ، ولهذا قال إبراهيم - عليه ( الصلاة و ) السلام : «وألحقني بالصَّالِحينَ »{[41103]} .


[41102]:ذكره الشوكاني في فتح القدير 4/193.
[41103]:[الشعراء: 83]. وانظر: الرازي في التفسير الكبير المرجع السابق.