قوله{[40946]} : { إِنَّ الذي فَرَضَ عَلَيْكَ القرآن } قال أبو علي{[40947]} : فرض عليك أحكامه وفرائضه «لَرَادُّكَ » بعد الموت «إلَى مَعَادٍ » وتنكير المعاد لتعظيمه ، كأنه قال : مَعَادٍ وأي معاد ، أي ليس لغيرك من البشر مثله ، وقيل : المراد به مكة وترداده إليها يوم الفتح ، ووجه تنكيره إياها كانت في ذلك اليوم معاداً لها شأن عظيم لاستيلاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها ، وقهره لأهلها وإظهار{[40948]} عز الإسلام وإذلال{[40949]} حزب الكفرة ، والسورة مكية ، فكأن الله تعالى وعده وهو بمكة حين أوذي وهو في غلبة من أهلها أنه يهاجر منها ، ويعيده إليها ظاهراً ظافراً ، وقال مقاتل : «إنَّه صلى الله عليه وسلم خرج من الغار وسار في غير الطريق مخافة الطلب فلما رجع إلى الطريق نزل بالجحفة{[40950]} بين مكة والمدينة ، وعرف الطريق إلى مكة واشتاق إليها وذكر مولده ومولد أبيه ، فنزل جبريل فقال : أتشتاق إلى بلدك ومولدك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نَعَمْ » فقال جبريل إنَّ الله{[40951]} يقول : { إِنَّ الذي فَرَضَ عَلَيْكَ القرآن لَرَادُّكَ إلى مَعَادٍ } »{[40952]} يعني مكة ظاهراً عليهم قال المحققون : وهذا حد ما يدل على نبوته ، لأنه أخبر عن الغيب ووقع ما أخبر به فيكون معجزاً{[40953]} .
قوله : { مَن جَاءَ بالهدى } منصوب بمضمر ، أي : يَعْلَمْ{[40954]} أو «أَعْلَم » إن جعلناها بمعنى عالم وأعملناها إعماله{[40955]} ، ووجه تعلقه بما قبله أنَّ الله تعالى لما وعد رسوله - صلى الله عليه وسلم - الرد إلى معاد قال : قل للمشركين { ربي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بالهدى } يعني نفسه وما يستحقه من الثواب في المعاد والإعزاز بالإعادة إلى مكة { وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ } يعنيهم وما يستحقونه من العذاب في معادهم{[40956]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.